خلصت دراسة جديدة عن مخاطر التدخين على الصحة إلى أن ما لا يقل عن 8.6 ملايين من الأميركيين يعانون من التهاب الشعب الهوائية المزمن وانتفاخ الرئة وغيرهما من الأمراض الخطيرة المرتبطة بالتدخين.
وقام مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها بنشر الدراسة وهي أول دراسة تقدم عددا تقريبيا للأميركيين المصابين بأمراض خطيرة في الرئة وغيرها من الأمراض الناتجة عن للتدخين.
وقال الباحثون إن نتائج هذه الدراسة التي ترسم صورة قاتمة لمخاطر التدخين على الصحة تؤكد ضرورة تكثيف برامج مكافحة التدخين وزيادة متابعة عاداته في أميركا حيث يوجد نحو 46.5 مليون مدخن.
ويعتقد مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها أن التدخين سبب رئيسي للوفاة يمكن الوقاية منه في الولايات المتحدة، حيث يتوفى سنويا نحو 440 ألف شخص بسبب الإصابة بسرطان الرئة وغيره من الأمراض المتعلقة بالتدخين.
وتوصلت الدراسة إلى أن 4.5 ملايين من المدخنين وغير المدخنين أصيبوا بالتهاب الشعب الهوائية المزمن عام 2000 مما يجعله أكثر الأمراض انتشارا. ومن أعراض التهاب الشعب الهوائية نوبات السعال المتكرر.
وقال أكثر من ثلاثة ملايين إنهم مصابون بانتفاخ الرئة الذي يتجلى أساسا عبر قصر النفس المزمن.
وقال تري بيشتشك المدير المساعد للشؤون العلمية في مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها إن هذه الأعداد التقديرية تقل عن الواقع لأنها اعتمدت بقدر كبير على مشاركين في دراسات إحصائية متعددة تطوعوا بالإبلاغ عن أمراضهم.
وأوضحت الدراسة أيضا أن النفقات الطبية الناتجة عن التدخين في الولايات المتحدة تقدر سنويا بنحو 75 مليار دولار فيما يصل فقدان الإنتاجية إلى 82 مليار دولار في العام.
ومن جانب اخر حذر باحثون مختصون من أن التدخين يمثل عاملا رئيسيا للإصابة بأورام الأغشية المخاطية المبطنة للقولون والمستقيم مما يزيد خطر نمو السرطان في هذه المنطقة.
وأوضح العلماء بجامعة ستوني بروك في نيويورك أن هذه الأورام الصغيرة عبارة عن بروز حميدة أو خبيثة تظهر في القولون والمستقيم وتصيب المدخنين الحاليين بنسبة أعلى مقارنة مع المدخنين السابقين الذي توقفوا عن هذه العادة قبل عشر سنوات على الأقل, أو مقارنة مع غير المدخنين.
ووجد هؤلاء بعد تحليل السجلات الطبية لأكثر من 1500 مريض خضعوا لعملية تنظير القولون أن 25% من المدخنين الحاليين و19% من السابقين و17% من غير المدخنين كانوا يعانون من البروز المعوية, وعانى المدخنون بالذات من وجود نوعين من البروز الورمية تجاوز حجمها سنتيمترا واحدا, أو كانت هذه البروز أكثر ميلا لتصبح أوراما خبيثة قابلة للانتشار.
وقال العلماء في الاجتماع العلمي للكلية الأميركية للعلوم الهضمية إن على جميع المدخنين
أن يخضعوا لعملية التنظير القولوني قبل وصولهم إلى سن الخمسين.