[right]يقول الله تعالى فى كتابه العزيز : والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون *
(47 الذاريات(، العلماء يفكرون منذ قرون فى نشأة الكون رأوا أن الكون الذي نحيا فيه دائم الاتساع .
لاحظ العلماء أن المجرات تتباعد عن بعضها البعض بسرعات هائلة ، قالوا: إن هذا
التباعد - لوعدنا به إلى الوراء - مع الزمن لابد أن تلتقي مادة الكون المنظور على
ضخامتها في جِرم واحد ، وهذا الجرم لابد أن تكون له كتلة حرجة، وعالي
الكثافة، فانفجر. هذا الانفجار يصفه القرآن الكريم قبل أكثر من 1400سنة .
يقول الحق تبارك وتعالى: أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما ( 30 الأنبياء).
ثم يقول العلماء أن هذا الجرم حينما انفجر تحول إلى غلالة من الدخان ، هذا
الدخان خُلِقَتْ منه أجرام السماء كلها كما خُلِقَتْ منه الأرض .
يقول رب العالمين : ثم استوى إلى السماء وهي دُخَان فقال لها
وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين (11 فصلت )
يقول العلماء التجريبيون: إن هذا الانفجار أدى إلى غُلالة من الغاز
والغبار، القرآن يقول الدخان ، ولفظة الدخان أكثر دقة من الناحية
العلمية ، لفظة الدخان معناها العلمي : جسم أغلبه غاز به بعض
الجسيمات الصلبة، وله شيء من الدُّكْنة، السواد، وله درجة حرارة عالية .
القرآن الكريم يذكر قضية إنهاء الكون : يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين
يقول العلماء التجريبيون : أن عملية تمدد الكون هذه لا يمكن أن
تستمر إلى ما لا نهاية . سيتحول هذا الكون الشاسع إلى جرم واحد
متناه في الصغر، يشبه تماماً الجرم الابتدائي الذي تم منه الخلق الأول ،
ثم ينفجر هذا الجرم مرة أخرى ، فيتحول إلى غلالة من الدخان يُخلق
منها أرض غير الأرض ، وسماوات غير السماوات.
يقول تعالى فى سورة الطارق : والسماء والطارق( 1 ) وما أدراك ما الطارق
( 2 ) النجم الثاقب ( 3 ) .........الى قوله تعالى : والسماء ذات الرجع (11 )
والأرض ذات الصدع (12 ) . قال الأقدمون: رَجْع السماء هو المطر، لأن أهم
وأعظم ما يعود إلينا من السماء المطر، يتبخر من أسطح البحار والمحيطات، ومن
أجسام الكائنات الحية، ومن تَنَفُّس الإنسان، ونتح النبات، ثم يرتفع إلى السماء،
فيجد طبقة باردة يتكثَّف عندها يعود إلينا مطر. ثبت لنا الآن بأدلة علمية قاطعة أن
من صفات السماء الأساسية أنها ذات رَجْع ، وليس المقصود بالرجع المطر فقط
بل هناك 10 صور من الرَّجْع، وقد يُكتَشَف في المستقبل ما هو أكثر منها .
من صورهذا الرَّجْع : صَدَى الصوت، أن الله – تعالى - جعل من هذه الطبقة
الدُّنْيا من الغلاف الغازي صفات طبيعية، كيميائية معينة، تحمي الموجات الصوتية،
ولولا هذا ما سمعتَني ولا سمعتُك .
كذلك فإن السحب لا تُرْجع إلينا المطر – فقط – ولكن تُرْجع إلينا الدِّفْء بالليل،
فالأرض تُدَفَّأ في أثناء النهار بحرارة الشمس، وأغلب هذه الحرارة تمتصها
صخور الأرض ، فإذا غابت الشمس تبدأ صخور الأرض في إعادة إشعاع هذه
الحرارة فتعكس لنا السحب أكثر من 97% منها، ولولا هذا الرَّجْع الحراري
لتجمدت الحياة على سطح الأرض بمجرد غياب الشمس .
فوق السُّحُب نجد ما يُسَمَّى بطبقة (الأوزون) وهي تَرُد عنا إلى الخارج الأشعة
الكونية، والأشعة فوق البنفسجية بالذات، وهي أشعة مهلكة، لو وصلتْ إلينا لأفنتْ الحياة على سطح الأرض .
فوق طبقة الأوزون نجد ما يُسَمَّى بالطبقة المتأينة ، طبقة مشحونة بالكهرباء، هي
التي ترد إلينا موجات البثِّ الإذاعي والتلفازيِّ
جاء ذكر السماوات السبع في القرآن الكريم . يقول ربنا ( تبارك وتعالي):
فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحي في كل سماء أمرها وزينا السماء
الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم ( فصلت:12). وقال تعالى أيضا : الذي خلق سبع سماوات طباقا ما تري في خلق الرحمن من تفاوت فارجع
البصر هل تري من فطور( الملك:3).
كذلك جاءت الإشارة القرآنية إلي سبع طرائق في آية واحدة اعتبرها عدد من
المفسرين إشارة إلي السماوات السبع.
والآية الكريمة يقول فيها ربنا ( تبارك وتعالي):ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين( المؤمنون:17).
قال تعالى فى سورة الحديد :وأنزلنا الحديد فيه بأسٌ شديد ومنافع للناس( 25 )،
قال المفسِّرون أنزلنا بمعنى قَدَّرنْا بمعنى جَعَلنْا لأن ما كان إنسان يتخيَّل أن
الحديد الذي يُوجَد في الأرض قد أُنزل إلى الأرض إنزالاً، الحديد يشكِّل أكثر من ثلث
كتلة الأرض، 35.9%من كتلة الأرض الهائلة حديد.
فإذا كانت الأرض انفصلتْ من الشمس، والشمس لا يُصْنَع فيها حديد، من أين جاء
حديد الأرض؟ فاتجه العلماء إلى نجوم أبعد من الشمس . وجدوا أن هناك نجوم
تُسمَّى بالمسْتَعَرات ، هذه النجوم تصل فيها درجات الحرارة إلى مئات البلايين من
الدرجات المئوية ، وأدرك العلماء أن هذه النجوم هي التي يتكون الحديد بداخلها
بعملية الاندماج النووي. فإذا تكونت نواة النجم تحولت إلى حديد، يفقد النجم
طاقته ، فإما أن ينفجر على هيئة ما يسمى ( فَوْقَ المْسْتَعِر) و تتناثر هذه الأشلاء
في صفحة الكون ، أو يتحول إلى شيء آخر، الانفجار هذا يؤدي إلى تناثُر اللب
الحديدي هذا في صفحة الكون ، فيدخل بقدر الله في مجال أجرام سماوية تحتاج إلى هذا الحديد .