بكى حارس المغرب التطواني مصطفى الشادلي ليلة كاملة خلال قبيل المباراة التي جمعت فريقه باتحاد الخميسات، بعد أن كشفت له أمه عن وصية والده حسن الشادلي الذي انتقل إلى دار البقاء في الأسبوع الأول من شهر فبراير الجاري، وتتضمن الوصية المكتوبة بخط اليد في خمس صفحات وصايا عديدة لابنه بأسلوب مؤثر حرك في دواخل أفراد الأسرة مشاعر الاستياء والألم وجعلت الحارس الشادلي يذرف مع كل سطر من سطورها دمعا ساخنا بلل الورقة المتقادمة.
روى الشادلي لـ«المساء» تفاصيل الوصية المبكية، وقال إنها تتضمن رسالة طويلة موجهة إليه يدعوه من خلالها إلى الحرص على تجنب كل السلوكات التي من شأنها أن تخدش مساره كحارس مرمى، وأضاف أن الفقيد ظل يؤكد في كل فقرة من فقرات الرسالة، التي أكمل سطورها بصعوبة بالغة وكأنه يعبر تضاريس وعرة،على أن ابنه مصطفى هو أمل الأسرة ككل في الحياة وعليه المعول في بناء مستقبل زاهر لكل مكوناتها، وأشار الفقيد إلى أهمية المحافظة على قيم الممارسة الرياضية من خلال العديد من المواعظ التي تصب في اتجاه جعل الكرة مصدر عيش رئيسي ليس للحارس مصطفى وحده بل لكل أفراد الأسرة.
وقال مصطفى لـ«المساء» بنبرة حزينة «أنا لحد الآن لم أصدق بأن حسن قد توفي، لأنه كان يعيش في قميصي لا يفارقني في جميع الأوقات، بل إنه كان منهمكا قبل وفاته في إنجاز مذكراتي بدءا من مساري مع جمعية الحليب إلى المغرب التطواني مرورا بالرجاء البيضاوي ومحطة المنتخبات الوطنية، إنه ليس مجرد أب بل رفيق ومدرب ورئيس ووكيل أعمال ومستشار».
وكانت والدة الشادلي قد كشفت لابنها ولأفراد الأسرة بعد انتهاء مراسيم التأبين عن مذكرات الفقيد حسن الشادلي، وبعض الكتابات التي كان يسعى من خلالها إلى تأريخ المشوار الرياضي لابنه مصطفى، والتي توقف فيها عبر العديد من المحطات الرياضية البارزة، وخاصة الجوانب الخفية في سيرة حارس ظل والده أشبه بظله في جميع المحطات، من بداية العلاقة مع الكرة إلى الاحتراف في المغرب التطواني.
وكان المرحوم الشادلي يضع اللمسات الأخيرة على كتاب أشبه بالسيرة الذاتية يخص ابنه مصطفى كان يعتزم تسميته «نامبر وان»، بل إن الفقيد بدأ يجري اتصالاته مع الناشرين وعين كاتب السيرة الذاتية، وظل يعول على هذا المشروع الفكري الذي تبناه من أجل تعزيز المكتبة الرياضية بكتاب يؤرخ لمسيرة حارس يعتبر الأول على الصعيد المغربي من حيث الألقاب.
يذكر أن المرحوم الشادلي قد توقف عن الكتابة بعد أن ألم به مرض الزهايمر اللعين، لكنه ظل حريصا على تتبع مباريات الدوري المغربي، وهو في على فراش المرض سواء بيته أو في المستشفى العسكري أو مصحة مرس السلطان.
للإشارة فإن الفقيد كان لاعبا ضمن الفريق المهني لوكالة توزيع الماء والكهرباء بحكم وظيفته في هذه المؤسسة قبل أن يحصل على التقاعد النسبي.
"رحمه الله "