السلاـم عليكـم ورحمـة الله وبركاتـه
اهـلا وسـهلا بكـم اعضـاء و مشرفـي و زوار كـــورة مغربيــــة .
ما يحدث للأندية المغربية منذ سنوات خارجيا لا يجب أن يمر مرور الكرام يا سادة فهو ليس بظاهرة مألوفة عن تاريخ و ماضي أنديتنا التي لطالما عودتنا على تشريف و تمثيل كرتنا خير تمثيل خارجيا حتى في الظروف الصعبة و لا داعي لسرد الماضي فهو محفور في قلوب و ذاكرة الأحباء عشاق المجد و التاريخ ، فعلامات استفهامات كثيرة أصبحت تطرح مؤخرا في محاولة لإيجاد الخلل انطلاقة من مقولة " الجواب نصف السؤال " : هل أصبح قدر الجماهير المغربية هو الصدمات و الأحزان و القهر من نتائج فرقنا خارجيا ؟ ألم يحن بعد وقت آفراحنا و مسراتنا و افتخارنا بأنديتنا في وجه البعض كانوا بالأمس القريب يحلمون بالوصول لنصف مستوانا ؟ و كيف أصبحنا الآن قنطرة صغيرة لعبورهم !!! هل ضعفنا راجع لقوتهم أم أننا ضعفاء أصلا ؟
" الوصول إلى القمة صعب و لكن الحفاظ عليه أصعب "
هذه المقولة أصبحت كحقيقة مسلم بها في كل مكان من أرجاء المعمورة فأين هي الإمبراطورية الإسلامية والإمبراطورية الرومانية و الإغريق .. ؟ كلهم أضحوا من التاريخ بعدما رمتهم تقلبات الزمن إلى الهامش و تبقى إمكانية رجوعهم للأجواء غير مستبعدة و تنطبق على كرة القدم أيضا و ما تعيشه أنديتنا من الشلل و العجز خارجيا فتتويج الرجاء بكأس عصبة الأبطال الإفريقية مرتين 1997 و 1999 و المشاركة في كأس العالم الأندية و الوصيف سنة 2002 و كأس الكونفدرالية سنة 2003 و دوري أبطال العرب 2006 دون إغفال تتويج الجيش بكأس الإتحاد الإفريقي 2005 و فوز الوداد بكاس الكؤوس الافريقية سنة 2002 ..
لنلاحظ أن الأندية المغربية حافظت على إيقاعها ل 10 سنوات متواصلة تقريبا ... كان ذلك قمة مستوى أنديتنا الوطنية و كان السقوط و التدهور بعذ ذلك نتيجة حتمية و متوقعة لأن هكذا علمنا التاريخ و أحداثه الرياضية فدوام الحال من المحال .. لهذا من الأفضل لأنديتنا حاليا أن تبتعد عن حلم التتويج و بيع السراب للجمهور و تنكب على إعادة هيكلية قاعدية متينة حتى تواكب قوة الآخرين الذي كانوا كحصة تدريبية لهم قبل سنوات قبل أن ينعكس السحر على صاحبه .
" فـي الليـلة الظلمـاء يفتقـد البــدر"
في أي بلد دائما ما نجد فريقا واحدا يشرفه في المحافل الخارجية ففي مصر هناك الأهلي و في إسبانيا هناك الريال و في إيطاليا نجد الميلان و ليفربول في إنجلترا و الرجاء البيضاوي في المغرب ..
هذه هي الحقيقة التي لطالما أنكرناها مع العلم أني لست برجاوي و لا ودادي و لا فاراوي ..ذلك حتى لا تتهموني بالتحيز و انعدام المصداقية ، فمشاركة الأندية المغربية خارجيا تحتاج لقائد يمتاز بروح الغرينتا المغربية متمثلة في الرجاء البيضاوي فهو الوحيد القادر على إعادة الهيبة للكرة المغربية و مقارعة كبار القارة الإفريقية و إعطاء دفع معنوي هام لباقي ممثلي كرتنا خارجيا ..
هذا ليس بمدح أو نفاق بل حقيقة تغاضينا عنها منذ الأزل لأسباب تافهة متناسين أن الأندية المغربية تمثل بلدنا الحبيب من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب لا مدينة الفريق فقط .. فلقد طال غيابك يا رجاء فعد إلينا أيها النسر المغربي بكامل قوتك لتعيد التحليق من جديد فوق سماء القارة الإفريقية ناثرا رعبك و هيبتك على آخرين استغلوا غيابك فاخترقوا أجواءنا و عاثوا تسلطا و جبروتا علينا .. عد لتبرهن لهؤلاء الطيور البيضاء و السوداء حجمهم الحقيقي .. و يبقى الكبير كبيرا سواء في مرضه أو في كامل قوته .
مـــن الـمسـؤول ؟
سؤال عجز الكثيرون من نقاد و مسؤولين رياضيين كبار عن إعطاء جواب مقنع و وافي عما تعيشه أنديتنا الوطنية خارجيا فما بالك بنا نحن كمتتبعين للمستديرة من بعيد لكن لنجرب محاولة الإجابة ففي مرات عديدة قد " يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر " .
جاءت نتائج أنديتنا في المشاركات الخارجية لتعيد عقارب الساعة للوراء و تنكشف أوهام مخططهم الإحترافي حيث كانت بمثابة الأمطار الغزيرة التي كشفت بنياتنا التحتية مؤخرا و عرت واقعا ظل غامضا و مستورا لبضع سنوات بتطاوؤ شخصيات كبرى اعتقدت نفسها قمة في الذكاء و تناست أن " قمة الذكاء يوازيها قمة الغباء " لأننا نادرا ما نجد ذكيا يستغل ذكائه خدمة للآخرين بل لنفسه فقط و مصلحته و هذا ما سيجعلنا ملتصقين بأماكننا دون حراك للأمام بل لنحمد الله إن لم نتراجع للخلف إضافة لعدم رغبتنا نحن أيضا كجمهور في الحراك و الإنعتاق من كوابيسهم و روتينهم الممل و المكشوف ليرموا الكرة إلينا بعد ذلك لنتبادلها فيما بيننا في جو يدعو للشفقة و هم يشاهدون فيلمنا بشكل ساخر و يتمنون أي يطول تبادل الكرات بيننا لربح المزيد من الوقت والمال فتمر أيامنا و سنواتنا بسرعة دون تحقيق أي شيء ملموس بينما تمر أيامهم كرجل فقير كان يرعى الغنم وقت الظهيرة فوجد كنزا استغله لنفسه بعدما كان أصحاب القرية يغضون في نوم عميق و لما استفاقوا من من قيلولتهم وجدوا الرجل الفقير غنيا بقدرة قادر فبدأ شيوخ و قياد و أناس القبيلة في مدحه و تهنئته و محاولة كسب وده و تناسوا أن يطرحوا عليه سؤال : من أين لك هذا ؟
كيف سيكون الـغـد ؟؟
لست من محبي الإجتهادات الشخصية حول المستقبل فلا يعلم الغيب سوى الله سبحانه و تعالى لكن لا بأس من التوقع و تحليل الحاضر بما هو موجود لإلقاء نظرة خاطفة على ما هو قادم قد توضح ملامح أشياء عدة .
قلتها سابقا فالنتائج الحالية كانت متوقعة بالنسبة للعاقلين و أصحاب المنطق في ظل عشوائية التسيير و التشجيع و الرؤية المستقبلية الثاقبة للأمور فمن أفنى حياته في أدغال الصحراء حاملا سلاحه أو أوامره دفاعا عن الوطن لا يمكن أن يكون مسؤولا كرويا بين عشية و ضحاها و من كان رياضيا سابقا لا يمكن تحمله لمسؤولية رياضة أخرى لإختلاف النظم و القواعد و الأسس فبالأحرى أن يكون طبيبا أو مهندسا أو مسؤول عسكري .. !! يجب أن يتفرغ كل واحد لميدانه الحقيقي و ليتركوا كرة القدم لأصحابها الذين يجيدون ترويضها و كيفية التعامل معها و ذلك باحترام تاريخها و ماضيها و تطوير حاضرها و رؤية حكيمة لمستقبل مشرق لها . و في الختام دعوني أضع بين أيديكم قصيدة للشاعر السوداني الهادي آدم فلها دلالات عميقة و مغزى جميل لتكون مسك الختام بانتظار غد مشرق لأنديتنا قد يأتي و قد لا يأتي .. لكن من حقنا أن نتفاءل فلقد سئمنا التشاؤم حتى و إن كان واقعيا :
أغدا ألقاك
يا لشوقي واحتراقي بانتظار الموعد !
أغدا ألقاك ؟! يا خوف فؤادي من غد !
آه ! كم أخشى غدي هذا ، وأرجوه اقترابا
كنت أستدنيه ، لكن ، هبته لما أهابا
وأهلت فرحة القرب به حين استجابا
هكذا أحتمل العمر نعيما وعذابا
مهجة حرى وقلبا مسه الشوق فذابا
تقبلوا تحياتي واعذروني على كل شيء قصرت به فى كتابتي
و هنا ننتهي من الكلام بقبلة فوق جبين كل مغربي أصيل
و في الاخير اتمنى ان تكون هده الحلقة نالت رضاكم
والى حلقة اخرى بحول الله
" وفقكم الله إلى ما يحبه و يرضاه "